حكومة المالكي إلى أين ؟

يرصد المتابع للشأن العراقي الكثير من التحولات الدراماتيكية التي تواجه العملية السياسية في العراق، كما يرصد حجم المأزق الذي تعاني منه الحكومة وإدارة الاحتلال في ظل صراعات وتجاذبات سياسية بين الكتل السياسية والأحزاب التي تدير حكومة المالكي ،فالمشهد السياسي وصل إلى طريق مسدود بل وينذر بانفجار سياسي ومفاجأة سياسية ،قد لا تخطر على بال السياسيين أنفسهم ،منها انهيار العملية السياس...ية برمتها، وظهور تكتلات جديدة قد يكون من بينها التيار الصدري 0 بيضة قبان ) حكومة المالكي، والتي أوصلته إلى سدة الرئاسة ،وسبب هذه التحولات الخلافات الشديدة في عملية إدارة الحكم ،وغياب الشراكة الوطنية، وتفرد المالكي وحزبه في السلطة ، وكذلك قضية تمديد بقاء قوات الاحتلال الأمريكي ،بعد انتهاء فترة وجودها في العراق نهاية هذا العام، وتحركات زعيم القائمة العراقية إياد علاوي واجتماعاته مع مسعود برزاني وجلال طالباني وعادل عبد المهدي تصب في هذا الاتجاه ،خاصة بعد أن انضمت كتلة وحدة العراق وفي الطريق كتلة الوسط وعودة العراقية البيضاء إلى القائمة العراقية ،وتهديد التيار الصدري بالانسحاب من دولة القانون، إذا تم تمديد بقاء قوات الاحتلال، ( وهو ما سيحصل حتما ) لوجود إشارات إلى ذلك ،أعلنها وزير الخارجية هوشيار زيباري، إذن نحن أمام مشهد آخر أطرافه القوى والأحزاب المشاركة في السلطة، وشعورها بالتهميش والإقصاء إضافة إلى فقدان التوازن في الحكومة ،وسيطرة دولة القانون والحزب الحاكم الذي يتزعمه المالكي ،بالوزارات السيادية الأمنية ،كوزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني ، وعدم ظهور حكومة وزارات متكاملة، تشترك فيها جميع القوى الفائزة في الانتخابات ، وعدم تطبيق ما يسمى اتفاق اربيل المزعوم ، مما ولد إحباطا وفشلا حكوميا وسياسيا أبقى الصراع على المناصب قائما ومتفاعلا، مع استشراء فساد مالي وإداري قل نظيره في التاريخ، تتحمله حكومة المالكي نفسه ،وفقدان الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية وتدهور ملحوظ في الأداء السياسي ،مما أربك حكومة المالكي، وحشرها أمام بقية الكتل في زاوية حرجة ،ستنتهي إلى إعادة الانتخابات المبكرة، ولن ينفع إجراء المالكي الترشيق الوزاري المرتقب، لان الوضع السياسي وصل إلى حافة الهاوية واللاعودة ،بين جميع الأطراف وخاصة مع دولة القانون ، حقيقة الوضع السياسي يسير نحو انهيار مؤكد في وقت تعاني حكومة المالكي من نفوذ إيراني ،لا يستطيع المالكي مواجهته ( القصف الإيراني لشمال العراق ودخول قوات إيرانية بأعداد هائلة الحدود العراقية + قطع انهار تصب في الأراضي العراقية مثل الوند وغيره ، ومشاكل ري مياه البزل في الأراضي العراقية ، حقول النفط المسيطر عليها إيرانيا )، ناهيك عن التدخلات الأخرى من خلال التفجيرات والاغتيالات وقضية معسكر اشرف التي تقوم بها ميليشيات تابعة لإيران إضافة إلى قضية الأقاليم ،التي أخذت تنادي بها بعض المحافظات الجنوبية لشعورها بالتهميش والإقصاء، والذي ولد شعورا بالإحباط والحرمان والجوع وفقدان الأمن والخدمات الأساسية المعيشية، وسيطرة الحزب الحاكم على مقاليد الأمور في هذه المحافظات ، هذا الاستياء والغضب له انعكاساته على مجمل العملية السياسية ، مما يعجل من نهايتها، وعودة الأمور الى المربع الأول وهو الانتخابات .. حكومة المالكي تعاني الموت السريري ، والقرارات يشوبها الطائفية الحكومية لكل مفاصل الحكومة ... اذن الكل يعاني من الأداء الحكومي الطائفي المتخبط الفاشل، الأحزاب الطائفية والكتل المشاركة في الحكومة والمواطن، فماذا بقي لحكومة المالكي سوى الرحيل أو عودة اللاوعي ..؟ يقينا هذا هو المسار الذي تسير فيه حكومة المالكي .. انه المسار الخطير الذي تدعمه إدارة اوباما وقوات الاحتلال وإيران .. لإبقاء الفوضى الخلاقة قائمة ... وتجعلها مبررا لبقائها في العراق، لأطول فترة ممكنة .. انه هدف الاحتلال وعملاءه ممن أوصل العراق الى قاع الخراب والدمار ...هذا هو حال حكومة المالكي الآن وحال العملية السياسية التي تعاني الانهيار

» موقع أمريكي ينشيء لعبة يضرب فيها بوش بالأحذية وبجانيه المالكي