·.¸¸.·´´منتديات البيت الكبير big house`··.¸¸.·
شعر للشاعر محمد مهدي الجواهري 8_4
·.¸¸.·´´منتديات البيت الكبير big house`··.¸¸.·
شعر للشاعر محمد مهدي الجواهري 8_4
·.¸¸.·´´منتديات البيت الكبير big house`··.¸¸.·
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

·.¸¸.·´´منتديات البيت الكبير big house`··.¸¸.·


 
الرئيسيةmusأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شعر للشاعر محمد مهدي الجواهري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
fulla
مشرفة منتدى الديكور والاثاث المنزلي
fulla


انثى
عدد الرسائل : 308
العمر : 38
البلد : الاردن
تاريخ التسجيل : 12/09/2008

شعر للشاعر محمد مهدي الجواهري Empty
مُساهمةموضوع: شعر للشاعر محمد مهدي الجواهري   شعر للشاعر محمد مهدي الجواهري Emptyالأربعاء يونيو 17, 2015 4:27 am

[size=32]حَيّيتُ سفحَكِ عن بُعْدٍ فحَيِّيني [/size]
[size=32]يا دجلةَ الخيرِ، يا أُمَّ البستاتينِ[/size]
[size=32]حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به[/size]
[size=32]لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخيرِ يا نبعاً أفارقُهُ[/size]
[size=32]على الكراهةِ بين الحِينِ والحين[/size]
[size=32]إنِّي وردتُ عُيونَ الماءِ صافيةَ[/size]
[size=32]نَبْعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني[/size]
[size=32]وأنتَ يا قارَباً تَلْوي الرياحُ بهِ[/size]
[size=32]لَيَّ النسائمِ أطرافَ الأفانين[/size]
[size=32]ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني[/size]
[size=32]يُحاكُ منه غَداةَ البَين يَطويني[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخيرِ: قد هانت مطامحُنا[/size]
[size=32]حتى لأدنى طِماحِ غيرُ مضمون[/size]
[size=32]أتَضمنينَ مَقيلاً لي سَواسِيةً[/size]
[size=32]بين الحشائشِ أو بين الرياحين؟[/size]
[size=32]خِلْواً مِن الـهمِّ إلاّ همَّ خافقةٍ[/size]
[size=32]بينَ الجوانحِ أعنيها وتَعنيني[/size]
[size=32]تَهُزُّني فأُجاريها فتدفعُني[/size]
[size=32]كالريح تُعجِل في دفع الطواحين[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخيرِ: يا أطيافَ ساحرةٍ[/size]
[size=32]يا خمرَ خابيةٍ في ظلِّ عُرْجون[/size]
[size=32]يا سكتةَ الموتِ، يا إعصارَ زوبعةٍ[/size]
[size=32]يا خنجرَ الغدرِ، يا أغصانَ زيتون[/size]
[size=32]يا أُم بغدادَ، من ظَرفٍ، ومن غَنَجٍ[/size]
[size=32]مشى التبغددُ حتى في الدهاقين[/size]
[size=32]يا أمَّ تلك التي من «ألفِ ليلتِها»[/size]
[size=32]للآنَ يعبِق عِطرٌ في التلاحين[/size]
[size=32]يا مُستَجمَ «النُّوُاسيِّ» الذي لبِستْ[/size]
[size=32]به الحضارةُ ثوباً وشيَ «هارون»[/size]
[size=32]الغاسلِ الـهمَّ في ثغرٍ، وفي حَبَبٍ[/size]
[size=32]والمُلبسِ العقلَ أزياءَ المجانين[/size]
[size=32]والساحبِ يأباه الزِّقَّ ويُكرِهُه[/size]
[size=32]والمُنْفِقِ اليومَ يُفدى بالثلاثين[/size]
[size=32]والراهنِ السابِريَّ الخزَّفي قدحٍ[/size]
[size=32]والملـهِمِ الفنَّ من لـهوٍ أفانين[/size]
[size=32]والمُسْمعِ الدهرَ، والدنيا، وساكنَها[/size]
[size=32]قرْعَ النواقيسِ في عيدِ الشعانين[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: ما يُغليكِ من حنَقٍ[/size]
[size=32]يُغلي فؤادي، وما يُشجيكِ يشجيني[/size]
[size=32]ما إن تزالَ سِياطُ البغي ناقعةً[/size]
[size=32]في مائِك الطُهْرِ بين الحِين والحين[/size]
[size=32]ووالغاتٌ خيولُ البغي مُصْبِحةَ[/size]
[size=32]على القُرى آمناتٍ والدهاقين[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: أدري بالذي طفحت[/size]
[size=32]به مجاريك من فوقٍ إلى دوُن[/size]
[size=32]أدري على أيِّ قيثارٍ قد انفجرت[/size]
[size=32]أنغامُكِ السُمر عن أنَّات محزون[/size]
[size=32]أدري بأنكِ من ألفٍ مضتْ هَدَراً[/size]
[size=32]للآن تَهْزَين من حكم السلاطين[/size]
[size=32]تَهزين أنْ لم تزلْ في الشرق شاردةً[/size]
[size=32]من النواويس أرواحُ الفراعين[/size]
[size=32]تهزينَ من خِصْبِ جنَّات منشَّرةٍ[/size]
[size=32]على الضفاف، ومن بؤس الملايين[/size]
[size=32]تهزين من عُتقاءٍ يوم مَلحمةٍ[/size]
[size=32]أضفوا دروعَ مَطاعيمٍ مَطاعين[/size]
[size=32]الضارعين لأقْدارٍ تحِلُّ بهم[/size]
[size=32]كما تلوَّى ببطن الحُوتِ ذُو النون[/size]
[size=32]يرون سُودَ الرزايا في حقيقتها[/size]
[size=32]ويفزعون إلى حَدْسٍ وتخمين[/size]
[size=32]والخائفينَ اجتداعَ الفقرِ ما لَهُم[/size]
[size=32]والمُفضلِينَ عليه جَدْعَ عِرنين[/size]
[size=32]واللائِذينَ بدعوى الصبر مَجْبَنةً[/size]
[size=32]مُستَعصِمينَ بحبلٍ منه مَوهون[/size]
[size=32]والصبرُ ما انفكَّ مَرداةً لمُحترِبٍ[/size]
[size=32]ومستميتٍ، ومنجاةً لمِسكين[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: والدنيا مُفارَقةٌ[/size]
[size=32]وأيُّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرون[/size]
[size=32]وأيُ خيرٍ بلا شرٍّ يُلَقِّحه[/size]
[size=32]طهرُ الملائك منْ رجس الشياطين[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: كم مِنْ كنز موهِبةٍ[/size]
[size=32]لديك في «القُمقُم» المسحورِ مخزون[/size]
[size=32]لعلَّ تلك العفاريتَ التي احْتُجِزتْ[/size]
[size=32]مُحَمَّلاتٌ على أكتاف «دُلفين»[/size]
[size=32]لعلَّ يوماً عصوفاً جارفاً عَرِماً[/size]
[size=32]آتٍ فتُرضيك عقباه وترضيني[/size]
[size=32]يا دجلة الخيرِ: إن الشِعْرَ هدْهدةٌ[/size]
[size=32]للسمع ما بين ترخيمٍ وتنوين[/size]
[size=32]عفواً يُردّد في رَفْهٍ وفي عَلَلٍ..[/size]
[size=32]لحن الحياة رخيِّاً غيرَ مَلحون[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: كان الشعرُ مُذْ رَسمتْ[/size]
[size=32]كفُ الطبيعةِ لوحاً، «سِفْرَ تكوين»[/size]
[size=32]«مزمارُ داودَ» أقوى من نبوّتهِ[/size]
[size=32]فحوًى، وأبلغُ منها في التضامين[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: لم نَصحب لمسكنةٍ[/size]
[size=32]لكن لنلمِسُ أوجاعَ المساكين[/size]
[size=32]هذي الخلائقُ أسفارٌ مجسَدةٌ[/size]
[size=32]المُلـهمون عليها كالعناوين[/size]
[size=32]إذا دجا الخطبُ شعَّت في ضمائرهم[/size]
[size=32]أضواء حرفٍ بليل البؤس مرهون[/size]
[size=32]دَينٌ لِزامٌ، ومحسودٌ بنعمته[/size]
[size=32]من راح منهم خَليصاً غيرَ مديون[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: ما أبقيتُ جازِيةً[/size]
[size=32]لم أقضِ عنديَ منها دَيْنَ مديون[/size]
[size=32]ما كنتُ في مَشْهدٍ يَعنيك مُتَّهماً[/size]
[size=32]خَبَاً، وما كنتُ في غيبٍ بظِنِّين[/size]
[size=32]وكان جُرحُكِ إلـهامي مُشاركَةً[/size]
[size=32]وكان يأخذُ من جُرحي ويُعطيني[/size]
[size=32]وكان ساحُكِ من ساحي إذا نزلت[/size]
[size=32]به الشدائد، أقريه ويَقريني[/size]
[size=32]حتى الضفادعُ في سفحيكِ سَارِيةَ[/size]
[size=32]عاطيتُها فاتناتٍ حُبَّ مفتون[/size]
[size=32]غازلتُهنَّ خليعاتٍ وإن لبست[/size]
[size=32]من الطحالب مزهوَّ الفساتين[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: هلاَّ بعضُ عارفَةٍ[/size]
[size=32]تُسدَى إليَّ على بُعدٍ فتَجزينني[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: مَنِّيني بعاطفة[/size]
[size=32]وألْهِمينيَ سُلواناً يُسَلِّيني[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: من كل الأُلى خَبَروا[/size]
[size=32]بلوايَ لم ألفِ حتى من يواسيني[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخيرِ: خلِّي الموجَ مُرتفقاً[/size]
[size=32]طيفاً يمرُّ وإن بعضَ الأحايين[/size]
[size=32]وحمِّليه بحيثُ الثلجُ يغمرني[/size]
[size=32]دفءَ «الكوانين»، أو عطر «التشارين»[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: يا من ظلَّ طائفُها[/size]
[size=32]عن كل ما جَلَتِ الأحلام يُلـهيني[/size]
[size=32]لو تعلمين بأطيافي ووحشتِها[/size]
[size=32]ودِدتِ مثلي لَوَ أنَّ النومَ يجفوني[/size]
[size=32]أجسُ يقظانَ أطرافي أعالجها[/size]
[size=32]مما تحرَّقت في نومي بأتُون[/size]
[size=32]وأستريح إلى كوبٍ يُطّمئنُني[/size]
[size=32]أن ليس ما فيه مِن ماءٍ بغِسلين[/size]
[size=32]وألمِسُ الجُدُرَ الدَكناءَ تخبرني[/size]
[size=32]أنْ لستُ في مَهْمَهٍ بالغِيل مسكون[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: خلِّيني وما قَسَمَتْ[/size]
[size=32]لي المقاديرُ من لدغ الثعابين[/size]
[size=32]الطالحاتُ فما يبعثْنَ صالحةً[/size]
[size=32]ولا يُبعثرْنَ إلاّ كلَّ مأفون[/size]
[size=32]والراهناتُ بجسمي يَنْتَبِشن به[/size]
[size=32]نبشَ الـهوامِ ضريحاً كلَّ مدفون[/size]
[size=32]واهاً لنفسيَ من جمعِ النقيضِ بها[/size]
[size=32]نقيضَه جمْعَ تحريكٍ وتسكين[/size]
[size=32]جنباً إلى جنب آلامٍ أقُطِّفُها[/size]
[size=32]قَطْفَ الجياع جَنى اللّذّات يزهوني[/size]
[size=32]وأركبُ الـهوْلَ في ريعانِ مامَنةٍ[/size]
[size=32]حبُّ الحياة بِحبِّ الموتِ يُغريني[/size]
[size=32]ما إن أُبالي أصاباً درَّ أم عسلاً[/size]
[size=32]مريٌ أراه على العلاّتِ يرضيني[/size]
[size=32]غُولاً تسنَّمتُ لم أسألْ أكارعَه[/size]
[size=32]إلى الـهُوَى، أمْ على الواحات ترميني[/size]
[size=32]وما البُطولاتُ إعجازٌ وإنْ قنِعت[/size]
[size=32]نفسُ الْجبانِ عن العلياء بالـهُون[/size]
[size=32]وإنَّما هي صفوٌ منْ مُمارَسَةٍ[/size]
[size=32]للطارئات، وإمعَانٍ، وتمرين[/size]
[size=32]لا يُولَدُ المَرءُ لاهِرَّاً ولا سَبُعاً[/size]
[size=32]لكن عصارةَ تجريبٍ وتلقين[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: كم معنًى مزجتُ لـه[/size]
[size=32]دمي بلحمي في أحلى المواعين[/size]
[size=32]ألفيته فَرْطَ ما ألوى اللواةُ به[/size]
[size=32]يشكو الأمرَّينِ من عَسْفٍ ومن هُون[/size]
[size=32]أجرَّه الشوكَ ألفاظٌ مُرَصَّفةٌ[/size]
[size=32]أجرَّها الشوكَ سجعٌ شِبهٌ موزون[/size]
[size=32]سَهِرتُ ليلَ «أخي ذبيان» أحضُنه[/size]
[size=32]حَضْنَ الرواضعِ بين العتِّ واللين[/size]
[size=32]أعِيدُ من خَلقه نحتاً وخَضْخضةً[/size]
[size=32]والنجمُ يَعْجَب من تلك التمارين[/size]
[size=32]حتَّى إذا آضَ ريَّان الصِبا غَضِراً[/size]
[size=32]مهوى قلوبِ الحسانِ الخرَّدِ العِين[/size]
[size=32]أتاح لي سُمَّ حيَاتٍ مُرقَّطةٍ[/size]
[size=32]تَدبُّ في حمَأ بالحقد مَسْنون[/size]
[size=32]فهل بحسبِ الليالي من صدى ألمي[/size]
[size=32]أني مَضِيغَةُ أنيابِ السراحين[/size]
[size=32]الآكلين بلحمي سُمَّ أغرِبَةٍ[/size]
[size=32]وغُصَّةً في حلاقين الشواهين[/size]
[size=32]والساترينَ بشتمي عُرْيَ سوأتِهم[/size]
[size=32]كخَصْفِ حوّاءَ دوحَ التُوتِ والتين[/size]
[size=32]والعائشينَ على الأهواء مُنزلةً[/size]
[size=32]على بيانٍ بلا هَديٍ وتبيين[/size]
[size=32]والميِّتينَ وقد هيضت ضمائرهُم[/size]
[size=32]بواخزٍ معهم في القبر مدفون[/size]
[size=32]صنّاجةَ الأدبِ الغالي، وكم حِقَبٍ[/size]
[size=32]بها المواهبُ سيمَت سَوْمَ مغبون[/size]
[size=32]ومُنْزِلَ السِوَرِ البتراءِ لاعِنَةً[/size]
[size=32]مَنْ لم يكن قبلـها يوماً بملعون[/size]
[size=32]جوزيتَ عنها بما أنت الصليُّ به[/size]
[size=32]هذا لَعمري عطاءٌ غيرُ ممنون!![/size]
[size=32]ماذا سوى مثلِ ما لاقيتَ تأمُلُهُ[/size]
[size=32]شمُ العرانين من جُدْع العرانين[/size]
[size=32]حامي الظعائن لا حمدٌ ولا مِقةٌ[/size]
[size=32]وقد يكون عزاءً حمدُ مظعون[/size]
[size=32]لمن؟ وفيمَ؟ وعمَّن أنت محتملٌ[/size]
[size=32]ثِقْلَ الدَّيات من الأبكار والعُون؟[/size]
[size=32]ويا زعيماً بأن لم يأته خبرٌ[/size]
[size=32]عمّا يُنشَّرُ من تلك الدواوين[/size]
[size=32]لك العمى ومتى احتجَّتْ بأن قَعَدتْ[/size]
[size=32]عن الموازينِ أربابُ الموازين[/size]
[size=32]بل قد مَشَتْ لكَ كالأصباحِ عابقةً[/size]
[size=32]وأنت تحذرها حذرَ الطواعين[/size]
[size=32]كفرتُ بالعلم صِفْرَ القلب تحملـه[/size]
[size=32]للبيع في السوق أشباه البراذين[/size]
[size=32]كانت عباقرةُ الدنيا وقادتُها[/size]
[size=32]تأتي المورِّقَ في أقصى الدكاكين[/size]
[size=32]تلمُ ما قد عسى أن فات شارِدُهُ[/size]
[size=32]عنها، ولو كان في غُيَّابة الصين[/size]
[size=32]لـهفي على أمَّةٍ غاض الضميرُ بها[/size]
[size=32]من مدّعي العلمِ، والآداب والدين[/size]
[size=32]موتى الضمائرِ تُعطي المَيْتَ دمعتَها[/size]
[size=32]وتستعينُ على حيٍّ بسكِّين[/size]
[size=32]لا بُدَّ معجِلةٌ كفُّ الخَراب به[/size]
[size=32]بيتٌ يقوم على هذي الأساطين[/size]
[size=32]جُبْ أُربُعَ النقد، واسألْ عن ملاحمها[/size]
[size=32]فهل ترى من نبيغٍ غيرِ مطعون[/size]
[size=32]وقِفْ بحيثُ ذوو النَّزْعِ الأخير بها[/size]
[size=32]وزُرْ قُبورَ الضحايا والقرابين[/size]
[size=32]ترَ الفطاحلَ في قتلٍ على عَمَدٍ[/size]
[size=32]همُ الفطاحلُ في صوغ التآبين[/size]
[size=32]مِن ناكرٍ عَلَماً تُهدى الغواة به[/size]
[size=32]حتى كأن لم يكن في الكاف والنون[/size]
[size=32]أو قارنٍ بأسمه خُبثاً وملأمةً[/size]
[size=32]مَن ليس يوماً بضْبِعَيْهِ بمقرون[/size]
[size=32]تشفّياً: إنَّ لمحَ الفكر منطلقاً[/size]
[size=32]قذًى بعين دعيِّ الفكر مأفون[/size]
[size=32]عادى المعاجمَ وغْدٌ يستهين بها[/size]
[size=32]يُحصي بها «أبجدياتٍ» ويعدوني[/size]
[size=32]شلَّت يداك وخاست ريشةٌ غفلت[/size]
[size=32]عن البلابل في رسم السعادين[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: ردّتني صنيعتَها[/size]
[size=32]خوالجٌ هُنَّ من صنعي وتكويني[/size]
[size=32]إن المصائب طوعاً أو كراهيةً[/size]
[size=32]أعَدْنَ نَحْتِي، كما أبدَعْنَ تلويني[/size]
[size=32]أرَينني أنّ عندي من شوافِعِها[/size]
[size=32]إذا تباهى زكيٌ ما يزكّيني[/size]
[size=32]وجَبَّ شتَى مقاييسٍ أخذتُ بها[/size]
[size=32]مقياسُ صبرٍ على ضُرٍّ وتوطين[/size]
[size=32]وراح فضلُ الذي يبغي مباهلتي[/size]
[size=32]نعمى تعنِّيه، من بؤسي تعنيني[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: شكوى أمْرُها عجبٌ[/size]
[size=32]إنّ الذي جئت أشكو منه يشكوني[/size]
[size=32]ماذا صنعتُ بنفسي قد أحَقْتُ بها[/size]
[size=32]ما لم يُحقْهُ بـ«روما» عسفُ «نيرون»[/size]
[size=32]ألزمتها الجِدَّ حيثُ الناسُ هازلةٌ[/size]
[size=32]والـهزلَ في موقفٍ بالجدِّ مقرون[/size]
[size=32]وسُمْتُها الخسفَ أعدى ما تكون لـه[/size]
[size=32]وأمنعُ الخسفَ حتى من يعاديني[/size]
[size=32]ورحتُ أظمي وأسَقي من دمي زُمراً[/size]
[size=32]راحت تُسقي أخا لؤمٍ وتُظميني[/size]
[size=32]وقلتُ بالزهدِ أدري أنَّه عَنَتٌ[/size]
[size=32]لا الزهدُ دأبي، ولا الإمساك من ديني[/size]
[size=32]خَرطَ القتاد أمنّيها وقد خِلِقتْ[/size]
[size=32]كيما تنامَ على وردٍ ونِسرين[/size]
[size=32]حراجةٌ لو يُرى حمدٌ يرافقها[/size]
[size=32]هانتْ وقد يُدَّرى خطبٌ بتهوين[/size]
[size=32]لكنْ رأيتُ سِماتِ الخيرِ ضائعةً[/size]
[size=32]في الشرِّ كاللثغِ بين السينِ والشين[/size]
[size=32]ما أضيعَ الماسَ مصنوعاً ومتطَبِعاً[/size]
[size=32]حتى لدى أهلِ تمييزٍ وتثمين[/size]
[size=32]يا دجلةَ الخير: هل أبصرتِ بارقةً[/size]
[size=32]ألقت بلمحٍ على شطَّيكِ مظنون؟[/size]
[size=32]تلكمْ هي العمرُ ومضٌ من سنى عَدمٍ[/size]
[size=32]ينصَّبُ في عَدَمٍ في الغيبِ مكنون[/size]
[size=32]يا دجلة الخير: هل في الشكِّ منجلياً[/size]
[size=32]حقيقةٌ دون تلميحٍ وتخمين؟[/size]
[size=32]أم خولطت فيه أوهامٌ وأخيلةٌ[/size]
[size=32]كما تخالطت الألوانُ في الجُون[/size]
[size=32]أكاد أخرج من جلدي إذا اضطربت[/size]
[size=32]هواجسٌ بين إيقانٍ وتظنين[/size]
[size=32]أقول لو كنزُ قارونٍ وقد عَلِمَتْ[/size]
[size=32]كفَّايَ أن ليس يُجدي كنزُ قارون[/size]
[size=32]أقول: ما كنزُ قارون، فيدمَغُني[/size]
[size=32]أنَّ الخَصاصةَ من بعض السراطين[/size]
[size=32]أقول: ليت كفافاً والكفافُ به[/size]
[size=32]رُحبُ الحياةِ، وأقواتُ المساجين[/size]
[size=32]أقولُهنَّ وعندي علمُ ذي ثِقةٍ[/size]
[size=32]أنْ ليس يُؤخَذَ علمٌ بالأظانين[/size]
[size=32]وإنَّما هي نفسٌ همُّ صاحبها[/size]
[size=32]أنْ لا تُصدِّقَ مدحوضَ البراهين[/size]
[size=32]لم يوهب الفكرُ قانوناً يُحصِّنه[/size]
[size=32]من الظنونِ، ومن سُخف القوانين[/size]
[size=32]يا نازحَ الدارِ ناغِ العُودَ ثانيةً[/size]
[size=32]وجُسَّ أوتارُه بالرِفْقِ واللين[/size]
[size=32]لعلَ نجوى تُداوي حرَّ أفئدة[/size]
[size=32]فيها الحزازاتُ تَغلي كالبراكين[/size]
[size=32]وعلَّ عقبى مناغاةٍ مُخفِّقةً[/size]
[size=32]حمّى عناتر «صفينِ» و«حطين»[/size]
[size=32]ويا صدى ذكرياتٍ يستثرن دمي[/size]
[size=32]بهِزّةٍ جمَةِ الألوان تعروني[/size]
[size=32]أشكو المرارةَ من إعناتِ جامحةٍ[/size]
[size=32]منها إلى سمحةٍ برٍّ فتُشكيني[/size]
[size=32]مثلَ الضرائرِ هذي لا تطاوعني[/size]
[size=32]فأستريحُ إلى هذي فتُؤويني[/size]
[size=32]ويا مَقيلاً على غربيِّها أبداً[/size]
[size=32]ذكراهُ تَعطِفُ من عودي وتَلويني[/size]
[size=32]عُشُّ الأهازيجِ من سَجعي يُردِّدها[/size]
[size=32]سجعُ الحَمامِ وترجيعُ الطواحين[/size]
[size=32]وسِدْرةٌ نبعُها خضْدٌ، وساقيةٌ[/size]
[size=32]وباسقُ النخلِ معقوفُ العراجين[/size]
[size=32]ومُسْتَدقُّ صخورٍ من مآبرها[/size]
[size=32]رؤًى تَظَلُّ على الحالينِ تُشجيني[/size]
[size=32]من أنمل الغِيد في حسنٍ تُتمِّمه[/size]
[size=32]فإنْ تعرَّتْ قمن أنياب تنِّين[/size]
[size=32]يا مجمعَ الشملِ من صحبٍ فُجعتُ به[/size]
[size=32]وآخرٍ رُحْتُ أبلوه ويبلوني[/size]
[size=32]ويا نسائمَ إصباحٍ تصفِّقُ لي[/size]
[size=32]ندى الغصون بليلاتٍ وتَسقيني[/size]
[size=32]ويا رؤى أُصُلٍ نشوى تراوحني[/size]
[size=32]ويا سنا شفقٍ حلوٍ يُغاديني[/size]
[size=32]ويا مَداحةَ رملٍ في مَخاضتها[/size]
[size=32]راحت أُصيبيةٌ تلـهو فتُلـهيني[/size]
[size=32]وضجَّةٌ من عصافيرٍ بها فَزعُ[/size]
[size=32]على أكِنَّتِها بين الأفانين[/size]
[size=32]ومنطقٌ ليس بالفصحى فتفهمُه[/size]
[size=32]يوماً وما هو من حسٍ بملحون[/size]
[size=32]وأنت يا دجلة الخيرات سِعْليةٌ[/size]
[size=32]قرعاء نافجةُ الحضنينِ تعلوني[/size]
[size=32]لا ضيرَ كلُّ أخي عُشٍّ مفارقُه[/size]
[size=32]وأيُّ عُشٍّ من البازي بمأمون![/size]
[size=32]ويا ضجِيعَي كرًى أعمى يلفُّهما[/size]
[size=32]لفَّ الحبيبين في مطمورةٍ دُون[/size]
[size=32]حسبي وحسبُكما من فرقةٍ وجوًى[/size]
[size=32]بلاعجٍ ضَرِمٍ كالْجمرِ يَكويني[/size]
[size=32]لم أعْدُ أبوابَ ستينٍ، وأحسبني[/size]
[size=32]هِمَّاً وقفتُ على أبواب تسعين[/size]
[size=32]يا صاحبيَّ إذا أبصرت طيفَكما[/size]
[size=32]يمشي إليِّ على مَهلٍ يحييني[/size]
[size=32]أطبقتُ جَفناً على جَفنٍ لأبصُرَه[/size]
[size=32]حتى كأنَّ بريقَ الموتِ يُعشيني[/size]
[size=32]إنِّي شَمِمُتُ ثرًى عفناً يضمُّكما[/size]
[size=32]وفي لُهاثيَ منه عِطرُ «دارين»[/size]
[size=32]بنوةً وإخاءً حلفَ ذي ولَعٍ[/size]
[size=32]بتربةٍ في الغد الداني تغطيني[/size]
[size=32]لقد وَدِدْتُ وأسرابُ المنى خُدعُّ[/size]
[size=32]لو تَسلمان وأنِّ الموت يطويني[/size]
[size=32]قد مِتُّ سبعينَ موتاً بعد يومِكما[/size]
[size=32]يا ذلَّ من يشتري موتاً بسبعين[/size]
[size=32]لم أقوَ صبراً على شجوٍ يرمِّضُني[/size]
[size=32]حرَّانَ في قفصِ الأضلاعِ مسجون[/size]
[size=32]تصعدتْ آهِ من تلقاء فطرتها[/size]
[size=32]وأردفت آهةٌ أُخرى بآمين[/size]
[size=32]ودبَّ في القلبِ من تأمورِه ضرمٌ[/size]
[size=32]ما انفكَّ يُثلج صدري حين يُصليني afro afro afro afro afro afro afro [/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شعر للشاعر محمد مهدي الجواهري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» محمد السالم - بلة بلة
» سيارة محمد بن راشد ال مكتوم
» شوفو صور منزل الفنان محمد عبدة
» صور نادرة عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» قصص وطرائف الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
·.¸¸.·´´منتديات البيت الكبير big house`··.¸¸.·  :: منتدى الشعر والخواطر-
انتقل الى: